شرح نظم البرهانية
مكانة زيد بن ثابت في علم المواريث
بعد ذلك اهتم الصحابة -رضي الله عنهم- بعلم الفرائض التي هي المواريث، وخُص زيد بن ثابت اسم> -رضي الله عنه- بميزة فيها.. أنه من أعلم الصحابة بها، وجاء في الحديث أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: رسم> أفرضكم زيد اسم> رسم> فجاءت هذه اللفظة في هذا الحديث في فضله. ذكر عنه رسالة في علم الفرائض؛ رسالة مستقلة تدل على عنايته، وكأنه كتبها أو أملاها، أو كُتبت من كلامه مفصلة. فيها ذكر الأبواب أو أغلب الأبواب، تجدونها في أول سنن سعيد اسم> المطبوع، سعيد بن منصور اسم> شيخ مسلم اسم> له كتاب السنن، وطبع منه القسم الأخير من الفرائض وما بعدها، وأما أوله فإنه فُقد إلى الآن. هذا القسم الذي طبع فيه ذكر ميراث الأبوين، وميراث الأولاد عند زيد اسم> وميراث الزوجين، وميراث الإخوة، وميراث الجد وغيره؛ أبواب كأبواب رسالة.
وذكره -أيضًا- البيهقي اسم> في سننه؛ ولكنه فرقه -يعني- هذه الرسالة فرقها البيهقي، اسم> وأما سعيد بن منصور اسم> فإنه جمعها في أبواب؛ رواها بإسناده إلى زيد اسم> مما يدل على أنه حُفظ عن زيد اسم> علم الفرائض كله، يعني: ما اشتهر به من علم الفرائض.
ولزيد اسم> شيء من المخالفات -يعني- اختلف فيها مع بعض الصحابة، ووافقه عليها -أيضًا- بعضهم.
فمن ذلك: مسألة الجد والإخوة. يختار زيد اسم> أنهم يشتركون، وإن كان يفضل الجد عليهم في بعض المسائل، وخالفه غيره كابن عباس اسم> فكان يرى أن الجد يحجب الإخوة، وهو الراجح؛ ومع ذلك فإن المسألة خلافية. وكذلك مسألة ذوي الأرحام؛ يرى أنهم لا يرثون، وأن بقية المال تكون لبيت المال، وكذلك الرد؛ إذا بقي شيء بعد أهل الفروض يُرد على أهل الفرائض، وزيد اسم> لا يوافق على ذلك، وفيه -أيضًا- مسألة الأكدرية تابعة للجد والإخوة، ومسألة الخرقى وغيرها من المسائل. وكذلك أيضًا اختلف معه في كيفية توريث الحمل، وكيفية توريث الغرقى.
وهناك مسائل اختلف فيها؛ إلا أنها قليلة، وسبب عدم الاختلاف.. أن الفرائض قد حددها الله، وقد ذكر مقاديرها؛ فلذلك قل فيها الخلاف. أصبحوا كمجمعين على ما نص الله –تعالى- عليه.
مسألة>